فصل: الآية (1)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


*2*13 -  سورة الرعد مدنية وآياتها ثلاث وأربعون

*3*  مقدمة سورة الرعد

بسم الله الرحمن الرحيم

أخرج النحاس في ناسخه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال‏:‏ سورة الرعد نزلت بمكة‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - قال‏:‏ سورة الرعد مكية‏.‏

وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال‏:‏ نزلت سورة الرعد بالمدينة‏.‏

وأخرج ابن مردويه، عن ابن الزبير - رضي الله عنه - قال‏:‏ نزلت الرعد بالمدينة‏.‏

وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - قال‏:‏ سورة الرعد مدنية، إلا آية مكية ‏{‏ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والمروزي في الجنائز، عن جابر بن زيد - رضي الله عنه - قال‏:‏ كان يستحب إذا حضر الميت، أن يقرأ عنده سورة الرعد، فإن ذلك يخفف عن الميت، فإنه أهون لقبضه، وأيسر لشأنه‏.‏

*3* التفسير

 الآية 1

أخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ‏{‏آلمر‏}‏ قال‏:‏ أنا الله أرى‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏تلك آيات الكتاب‏}‏ قال‏:‏ التوراة والإنجيل ‏{‏والذي أنزل إليك من ربك الحق‏}‏ قال‏:‏ القرآن‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏تلك آيات الكتاب‏}‏ قال‏:‏ الكتب التي كانت قبل القرآن ‏{‏والذي أنزل إليك من ربك الحق‏}‏ أي هذا القرآن‏.‏

 الآيات 2 - 3

أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عكرمة - رضي الله عنه - قال‏:‏ قلت لابن عباس - رضي الله عنهما - إن فلان يقول‏:‏ إنها على عمد، يعني السماء‏.‏ فقال‏:‏ اقرأها ‏{‏بغير عمد ترونها‏}‏ أي لا ترونها‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ‏{‏رفع السموات بغير عمد ترونها‏}‏ قال‏:‏ وما يدريك لعلها بعمد لا ترونها‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وأبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ‏{‏بغير عمد ترونها‏}‏ يقول‏:‏ لها عمد، ولكن لا ترونها‏.‏ يعني الأعماد‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن اياس بن معاوية - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏رفع السموات بغير عمد ترونها‏}‏ قال‏:‏ السماء مقبية على الأرض مثل القبة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال‏:‏ السماء على أربعة أملاك، كل زاوية موكل بها ملك‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن مجاهد - رضي الله عنهما - في قوله ‏{‏بغير عمد ترونها‏}‏ قال‏:‏ هي بعد لا ترونها‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن الحسن وقتادة - رضي الله عنهما - أنهما كانا يقولان‏:‏ خلقها بغير عمد‏.‏ قال لها‏:‏ قومي، فقامت‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر، عن معاذ قال‏:‏ في مصحف أبي‏[‏بغير عمد ترونه‏]‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى‏}‏ قال‏:‏ أجل معلوم، وحد لا يقصر دونه ولا يتعدى‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏كل يجري لأجل مسمى‏}‏ قال‏:‏ الدنيا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏يدبر الأمر‏}‏ قال‏:‏ يقضيه وحده‏.‏

وأخرج أبو الشيخ، عن قتادة في قوله ‏{‏لعلكم بلقاء ربكم توقنون‏}‏ قال‏:‏ إن الله إنما أنزل كتابه وبعث رسله، ليؤمن بوعده ويستيقن بلقائه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن عمر بن عبد الله، مولى غفرة‏.‏ أن كعبا قال لعمر بن الخطاب‏:‏ إن الله جعل مسيرة ما بين المشرق والمغرب، خمسمائة سنة‏.‏ فمائة سنة في المشرق، لا يسكنها شيء من الحيوان، لا جن ولا إنس ولا دابة ولا شجرة‏.‏ ومائة سنة في المغرب بتلك المنزلة، وثلثمائة فيما بين المشرق والمغرب يسكنها الحيوان‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمر‏:‏ والدنيا مسيرة خمسمائة عام، أربعمائة عام خراب ومائة عمار، في أيدي المسلمين من ذلك مسيرة سنة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية، عن وهب بن منبه - رضي الله عنه - قال‏:‏ ما العمارة في الدنيا في الخراب إلا كفسطاط في البحر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي الجلد - رضي الله عنه - قال‏:‏ الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ، فالسودان اثنا عشر ألفا، والروم ثمانية، ولفارس ثلاثة، وللعرب ألف‏.‏وأخرج ابن أبي حاتم، عن خالد بن مضرب - رضي الله عنه - قال‏:‏ الأرض مسيرة خمسمائة سنة، ثلثمائة عمار، ومائتان خراب‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن حسان بن عطية - رضي الله عنه - قال‏:‏ سعة الأرض مسيرة خمسمائة سنة، والبحار ثلثمائة، ومائة خراب، ومائة عمران‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال‏:‏ الأرض سبعة أجزاء‏:‏ ستة أجزاء فيها يأجوج ومأجوج، وجزء فيه سائر الخلق‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - قال‏:‏ ذكر لي أن الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ، اثنا عشر ألفا منه أرض الهند، وثمانية الصين، وثلاثة آلاف المغرب، وألف العرب‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن مغيث بن سمي - رضي الله عنه - قال‏:‏ الأرض ثلاثة أثلاث، ثلث فيه الناس والشجر، وثلث فيه البحار، وثلث هواء‏.‏

أما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وجعل فيها رواسي‏}‏‏.‏

أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال‏:‏ إن الله تبارك وتعالى حين أراد أن يخلق الخلق، خلق الريح فنشجت الريح، فأبدت عن حشفة، فهي تحت الأرض‏.‏ ومنها دحيت الأرض حيث ما شاء في العرض والطول، فكانت تميد فجعل الجبال الرواسي‏.‏

وأخرج ابن جرير عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال‏:‏ لما خلق الله الأرض، قمصت وقالت‏:‏ أي رب، تجعل علي بني آدم يعملون علي الخطايا ويجعلون علي الخبث‏؟‏ فأرسل الله فيها من الجبال ما ترون وما لا ترون، فكان إقرارها كاللحم ترجرج‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم، عن عطاء - رضي الله عنه - قال‏:‏ أول جبل وضع في الأرض، أبو قبيس‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏جعل فيها زوجين اثنين‏}‏ قال‏:‏ ذكرا وأنثى من كل صنف‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏يغشي الليل النهار‏}‏ أي يلبس الليل النهار‏.‏

 الآية 4

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ‏{‏وفي الأرض قطع متجاورات‏}‏ قال‏:‏ يريد الأرض الطيبة العذبة التي تخرج نباتها بإذن ربها، تجاورها السبخة القبيحة المالحة التي لا تخرج، وهما أرض واحدة وماؤهما شيء ملح وعذب‏.‏ ففضلت إحداهما على الأخرى‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال‏:‏ ليس في الأرض ماء، إلا ما نزل من السماء، ولكن عروق في الأرض تغيره، فمن أراد أن يعود الملح عذبا فليصعد الماء من الأرض‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏وفي الأرض قطع متجاورات‏}‏ قال‏:‏ السبخة والعذبة والمالح والطيب‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - ‏{‏وفي الأرض قطع متجاورات‏}‏ قال‏:‏ قرى متجاورات‏.‏ قريب بعضها من بعض‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - ‏{‏وفي الأرض قطع متجاورات‏}‏ قال‏:‏ فارس والأهواز والكوفة والبصرة‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ‏{‏وفي الأرض قطع متجاورات‏}‏ قال‏:‏ الأرض تنبت حلوا، والأرض تنبت حامضا‏.‏ وهي متجاورات تسقى بماء واحد‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيج عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - ‏{‏وفي الأرض قطع متجاورات‏}‏ قال‏:‏ الأرض الواحدة، يكون فيها الخوخ والكمثرى والعنب الأبيض والأسود، وبعضه أكبر حملا من بعض، وبعضه حلو وبعضه حامض، وبعضه أفضل من بعض‏.‏

وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه، عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏صنوان وغير صنوان‏}‏ قال‏:‏ الصنوان، ما كان أصله واحدا وهو متفرق، وغير صنوان، التي تنبت وحدها‏.‏ وفي لفظ ‏{‏صنوان‏}‏ النخلة في النخلة ملتصقة، ‏{‏وغير صنوان‏}‏ النخل المتفرق‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ‏{‏صنوان‏}‏ قال‏:‏ مجتمع النخيل في أصل واحد ‏{‏وغير صنوان‏}‏ قال‏:‏ النخل المتفرق‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏وفي الأرض قطع متجاورات‏}‏ قال‏:‏ طينها عذبها‏.‏ وخبيثها السباخ‏.‏ وفي قوله ‏{‏وجنات من أعناب‏}‏ قال‏:‏ جنات وما معها‏.‏ وفي قوله ‏{‏صنوان‏}‏ قال‏:‏ النخلتان وأكثر في أصل واحد ‏{‏وغير صنوان‏}‏ وحدها تسقى ‏{‏بماء واحد‏}‏ قال‏:‏ ماء السماء، كمثل صالح بني آدم وخبيثهم، أبوهم واحد‏.‏ وكذلك النخلة، أصلها واحد وطعامها مختلف‏.‏ وهو يشرب بماء واحد‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏صنوان وغير صنوان‏}‏ قال‏:‏ مجتمع وغير مجتمع ‏{‏يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل‏}‏ قال‏:‏ العنب الأبيض والأسود والأحمر، والتين الأبيض والأسود، والنخل الأحمر والأصفر‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن مجاهد - رضي الله عنه - ‏{‏صنوان‏}‏ قال‏:‏ ثلاث نخلات في أصل واحد، كمثل ثلاثة من بني أب وأم يتفاضلون في العمل، كما يتفاضل ثمر هذه النخلات الثلاث في أصل واحد‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الحسن - رضي الله عنه - في الآية قال‏:‏ مثل ضربه الله عز وجل لقلوب بني آدم، كما كانت الأرض في يد الرحمن طينة واحدة، فسطحها وبطحها، فصارت الأرض قطعا متجاورة، فينزل عليها الماء من السماء، فتخرج هذه زهرتها وثمرها وشجرها، وتخرج نباتها وتحيي موتاها، وتخرج هذه سبخها وملحها وخبثها، وكلتاهما ‏{‏يسقى بماء واحد‏}‏ فلو كان الماء مالحا، قيل إنما استبخت هذه من قبل الماء، كذلك الناس خلقوا من آدم، فينزل عليهم من السماء تذكرة فترق قلوب فتخشع وتخضع، وتقسو قلوب فتلهو وتسهو وتجفو، قال الحسن - رضي الله عنه - والله ما جالس القرآن أحد، إلا قام من عنده بزيادة أو نقصان‏.‏ قال الله تعالى ‏(‏وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا‏)‏ ‏(‏الإسراء، آية 82‏)‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير، عن قتادة - رضي الله عنه - ‏{‏صنوان‏}‏ قال‏:‏ الصنوان، النخلة التي يكون فيها نخلتان أو ثلاث، أصلهن واحد‏.‏ قال‏:‏ وحدثني رجل أنه كان بين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وبين العباس قول، فأسرع إليه العباس فجاء عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال‏:‏ يا نبي الله، ألم تر عباسا‏؟‏ فعل بي وفعل، فأردت أن أجيبه فذكرت مكانك منه فكففت عنه‏.‏ فقال‏:‏ يرحمك الله، إن عم الرجل صنو أبيه‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير، عن مجاهد - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا تؤذوني في العباس، فإنه بقية آبائي، وإن عم الرجل صنو أبيه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن عطاء - رضي الله عنه - وابن أبي مليكة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر‏:‏ ‏"‏يا عمر، أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه‏؟‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي وابن مردويه، عن جابر - رضي الله عنه - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏يا علي، الناس من شجر شتى، وأنا وأنت يا علي، من شجرة واحدة‏"‏ ثم قرأ النبي ‏{‏وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان‏}‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قرأ ‏{‏ونفضل بعضها على بعض‏}‏ بالنون‏.‏

وأخرج الترمذي وحسنه والبزار وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ‏{‏ونفضل بعضها على بعض في الأكل‏}‏ قال‏:‏ الدقل والفارسي والحلو والحامض‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ‏{‏ونفضل بعضها على بعض في الأكل‏}‏ قال‏:‏ هذا حامض وهذا حلو وهذا دقل وهذا فارسي‏.‏

وأخرج أبو الشيخ، عن مجاهد ‏{‏ونفضل بعضها على بعض في الأكل‏}‏ قال‏:‏ هذا حلو وهذا مر وهذا حامض، كذلك بنو آدم أبوهم واحد، ومنهم المؤمن والكافر‏.‏

 الآية 5

أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏وإن تعجب فعجب قولهم‏}‏ قال‏:‏ إن تعجب يا محمد من تكذيبهم إياك، ‏{‏فعجب قولهم‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن ابن زيد - رضي الله عنه - في الآية قال‏:‏ إن تعجب من تكذيبهم وهم رأوا من قدرة الله وأمره، وما ضرب لهم من الأمثال وأراهم حياة الموتى والأرض الميتة، فتعجب من قولهم ‏{‏ائذا كنا ترابنا أئنا لفي خلق جديد‏}‏ أو لا يرون أنه خلقهم من نطفة أشد من الخلق من تراب وعظام‏؟‏‏؟‏‏.‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏وإن تعجب فعجب قولهم‏}‏ قال‏:‏ عجب الرحمن من تكذيبهم بالبعث‏.‏

وأما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وأولئك الأغلال في أعناقهم‏}‏‏.‏

أخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم والخطيب، عن الحسن - رضي الله عنه - قال‏:‏ إن الأغلال لم تجعل في أعناق أهل النار لأنهم أعجزوا الرب، ولكنها جعلت في أعناقهم، لكي إذا طغا بهم اللهب أرسبتهم في النار‏.‏

 الآية 6

أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة‏}‏ قال‏:‏ بالعقوبة قبل العافية ‏{‏وقد خلت من قبلهم المثلات‏}‏ قال‏:‏ وقائع الله في الأمم فيمن خلا قبلهم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال ‏{‏المثلات‏}‏ ما أصاب القرون الماضية من العذاب‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏وقد خلت من قبلهم المثلات‏}‏ قال‏:‏ الأمثال‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الشعبي - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏وقد خلت من قبلهم المثلات‏}‏ قال‏:‏ القردة والخنازير، هي المثلات‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ‏{‏وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب‏}‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لولا عفو الله وتجاوزه، ما هنأ لأحد العيش، ولولا وعيده‏.‏ وعقابه، لاتكل كل أحد‏"‏‏.‏

 الآية 7

أخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه‏}‏ قال‏:‏ هذا قول مشركي العرب ‏{‏إنما أنت منذر ولكل قوم هاد‏}‏ لكل قوم داع يدعوهم إلى الله‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ‏{‏ولكل قوم هاد‏}‏ قال‏:‏ داع‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏إنما أنت منذر ولكل قوم هاد‏}‏ قال‏:‏ المنذر، محمد صلى الله عليه وسلم ‏{‏ولكل قوم هاد‏}‏ نبي يدعوهم إلى الله‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏إنما أنت منذر ولكل قوم هاد‏}‏ قال‏:‏ محمد المنذر، والهادي الله عز وجل‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ‏{‏إنما أنت منذر ولكل قوم هاد‏}‏ قال‏:‏ المنذر، محمد صلى الله عليه وسلم، والله عز وجل، هادي كل قوم‏.‏ وفي لفظ‏.‏ رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المنذر وهو الهادي‏.‏

وأخرج ابن جرير عن عكرمة - رضي الله عنه - وأبي الضحى في قوله ‏{‏إنما أنت منذر ولكل قوم هاد‏}‏ قالا‏:‏ محمد صلى الله عليه وسلم هو المنذر وهو الهادي‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة، والديلمي وابن عساكر وابن النجار قال‏:‏ لما نزلت ‏{‏إنما أنت منذر ولكل قوم هاد‏}‏ وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال ‏"‏أنا المنذر، وأومأ بيده إلى منكب علي - رضي الله عنه - فقال‏:‏ أنت الهادي يا علي، بك يهتدي المهتدون من بعدي‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه - ‏:‏سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏"‏ ‏{‏إنما أنت منذر‏}‏ ووضع يده على صدر نفسه، ثم وضعها على صدر علي ويقول‏:‏ ‏"‏لكل قوم هاد‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه والضياء في المختارة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في الآية‏.‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏المنذر أنا والهادي علي بن أبي طالب رضي الله عنه‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند، وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط، والحاكم وصححه وابن مردويه وابن عساكر، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله ‏{‏إنما أنت منذ ولكل قوم هاد‏}‏ قال‏:‏ رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر، وأنا الهادي‏.‏ وفي لفظ، الهادي‏:‏ رجل من بني هاشم‏.‏ يعني نفسه‏.‏